تامل الثلاثاء الثالث من القيامة أنجيل يوحنا 4 : 1 / 27
يسوع عند السامريين
و لَمَّا عَلِمَ يسوعُ أَنَّ الفِرِّيسِيِّينَ سَمِعوا أَنَّه اتَّخَذَ مِنَ التَّلاميذ وعمَّدَ أَكثَرَ مِمَّا اتَّخَذَ يوحَنَّا وعمَّدَ مَعَ أَنَّ يسوعَ نَفَسَه لم يكُنْ يُعمِّد بل تَلاميذُه تَركَ اليَهوديَّة ورجَعَ إِلى الجَليل وكانَ علَيه أَن يَمُرَّ بِالسَّامِرَة فوَصَلَ إِلى مدينةٍ في السَّامِرَةِ يُقالُ لَها سيخارَة بِالقُرْبِ مِنَ الأَرضِ الَّتي أَعْطاها يَعقوبُ لابنِه يُوسُف وفيها بِئرُ يَعقوب وكانَ يسوعُ قد تَعِبَ مِنَ المَسير فَجَلَسَ دونَ تَكَلُّفٍ على حافَةِ البِئر وكانَتِ الساعةُ تُقارِبُ الظُّهر فجاءَتِ امرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ تَستَقي فقالَ لَها يسوع اِسْقيني وكانَ التَّلاميذُ قد مَضوا إِلى المَدينَةِ لِيَشتَروا طَعاماً فقالَت له المرأَةُ السَّامِريَّة كَيفَ تسأَلُني أَن أَسقِيَكَ وأَنتَ يَهوديٌّ وأنا امرَأَةٌ سامِريَّة ؟ لِأَنَّ اليَهودَ لا يُخالِطونَ السامِرِيِّين أَجابَها يسوع لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ اسقيني لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً قالَت لَه المَرأَة يا ربّ لا دَلْوَ عِندَكَ والبِئرُ عَميقة فَمِن أَينَ لَكَ الماءُ الحَيّ ؟ هل أَنتَ أَعظَمُ مِن أَبينا يعقوبَ الَّذي أَعْطانا البِئْرَ وشرِبَ مِنها هو و بَنوهُ وماشِيَتُه ؟ أَجابَها يسوع كُلُّ مَن يَشرَبُ مِن هذا الماء يَعطَشُ ثانِيَةً وأَمَّا الَّذي يَشرَبُ مِنَ الماءِ الَّذي أُعطيهِ أَنا إِيَّاه فلَن يَعطَشَ أَبداً بلِ الماءُ الَّذي أُعطِيهِ إِيَّاهُ يصيرُ فيه عَينَ ماءٍ يَتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة قالَت له المَرأَة يا ربّ أَعطِني هذا الماء لِكَي لا أَعطَشَ فأَعودَ إِلى الاستِقاءِ مِن هُنا قالَ لَها اِذهَبي فَادْعي زَوجَكِ وارجِعي إِلى ههُنا أَجابَتِ المَرأة لَيسَ لي زَوج فقالَ لَها يسوع أَصَبتِ إذ قُلتِ لَيسَ لي زَوج فَقَد كانَ لَكِ خَمسَةُ أَزْواج والَّذي عِندَكِ الآنَ لَيسَ بِزَوجِكِ لقَد صَدَقتِ في ذلكَ قاَلتِ المَرأَة يا ربّ أَرى أَنَّكَ نَبِيّ تَعَبَّدَ آباؤُنا في هذا الجَبَل وأَنتُم تَقولونَ إِنَّ المَكانَ الَّذي فيه يَجِبُ التَّعَبُّد هو في أُورَشَليم قالَ لَها يسوع صَدِّقيني أَيَّتُها المَرأَة تَأتي ساعةٌ فيها تَعبُدونَ الآب لا في هذا الجَبَل ولا في أُورَشَليم أَنتُم تَعبُدونَ ما لا تَعلَمون ونَحنُ نَعبُدُ ما نَعلَم لِأَنَّ الخَلاصَ يَأتي مِنَ اليَهود ولكِن تَأتي ساعةٌ وقد حَضَرتِ الآن فيها العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ فمِثْلَ أُولِئكَ العِبادِ يُريدُ الآب إِنَّ اللهَ رُوح فعَلَى العِبادِ أَن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ قالَت لَه المرأة إِنِّي أَعلَمُ أَنَّ المَشيحَ آتٍ وهو الَّذي يُقالُ لَه المسيح وإِذا أَتى أَخبَرَنا بِكُلِّ شَيء قالَ لَها يسوع أَنا هو أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ ووَصَلَ عِندَئِذٍ تَلاميذُه فعَجِبوا مِن أَنَّه يُكَلِّمُ امرَأَة ولكِن لم يَقُلْ أَحَدٌ مِنهم ماذا تُريد ؟ أَو لِماذا تُكَلِّمُها ؟